هل تعرف ما هو أصل القهوة ؟ وكيف انتشرت واشتهرت هكذا ؟

يزداد محبي القهوة يوماً تلو الآخر لما تمتاز به من مذاق مختلف، بل أصبح تناول القهوة في الصباح الباكر من الطقوس العالمية لمختلف الأفراد، فهذه السلعة تعد ثاني أكثر السلع استهلاكاً ورواجاً في العالم بعد النفط . إن كنت من عشاقها ، فعليك أن تواصل القراءة لتعرف ما هو أصل القهوة وكيف انتشرت واشتهرت في السطور القادمة .

ما هو أصل القهوة ؟ وكيف انتشرت واشتهرت هكذا ؟

يُعتقد أن أصل القهوة يعود إلى من قاموا باكتشاف نبات حبوب القهوة وهم أجداد قبيلة الأورومو، ولكن المؤكد أن أول من تناول القهوة هم الصوفيون في اليمن في شبة الجزيرة العربية في القرن الخامس عشر، حيث انتقلت القهوة منهم إلى باقي الدول العربية الإسلامية ومنها إلى باقية دول العالم.

ويشير ايضاً كتاب “هذه الأميركا” للكاتب جوناثان كورييل، الذي يروى أصل القهوة ومراحل نشأتها وانتشارها إلى أن أصلها يعود إلى القرن الخامس عشر في شبه الجزيرة العربية، ومنه انتشرت إلى أوروبا بعد مائتي عاماً.

وبحسب الكتاب، فقد بدأت رحلة القهوة مع الصوفيين في اليمن متجهة شمالاً إلى مكة المكرمة، وهي البلد التي شهدت ولادة المقهى الأول لها في العالم عام 1500، بالإضافة إلى أنها المكان الأول الذي تم تحريم المقاهي فيه وتناول القهوة بفتاوى دينية عام 1511، ومنها اتجهت إلى القاهرة، ثم عبرت البحر المتوسط فانتشرت في القسطنطينية، ومنها تحولت القهوة إلى موضة راقية في بوسطن الأمريكية ولندن وباريس.

وقد بارك بابا الفاتيكان مشروب القهوة في أوائل القرن السابع عشر، حيث سمح للمسيحيين بتناوله متغاضياً في ذلك عن احتجاجات القساوسة الذين قالوا أن هذا المشروب هو منتج لـ “شياطين الإسلام” نظراً لامتلائه بالكافيين.

ورغم اعتماد الصوفيين في اليمن على القهوة كمنشط طبيعي، إلا أن قادة المسلمين رأوا أن الإقبال عليها منافٍ للإسلام نظراً لما تفعله من تأثير على الوعي البشري. كما أنها تبعد الناس عن المساجد وتقربهم من مجالات اجتماعية تحض على الرذيلة، هذا وفقا للكاتب جوناثان كورييل.

ورغم ما قالوه قادة المسلمين عنها آنذاك، إلا انها انتشرت في القاهرة مع حضور الطلبة اليمنيين للدراسة بجامعة الأزهر فيها، وأصبح شعب مصر من عشاقها لدرجة أن الزواج بات يتضمن بنداً يشترط فيه حق المرأة في طلب الطلاق من زوجها إذا كان مقصراً في إمدادها بالقدر الكافي من القهوة.

وبعد دخول العثمانيين مصر عام 1517، أصبح تناول القهوة من العادات الرئيسية للمجتمع التركي، بل أصبحت القهوة التي سماها العثمانيين “كافيه” وذلك تحريفاً لكلمة “قهوة” العربية من السلع الأغلى قيمة، ومع حلول عام 1570 وصلت القهوة إلى القسطنطينية، أي بعد 15 عاماً وباتت العاصمة التركية تضم أكثر من ستمائة مقهى عُد خصيصاً من أجل إعداد القهوة به.

ولقد أطلق العثمانيون اسم “كافية خان” على مكان بيع القهوة لديهم، واستوردت تركيا حبوب القهوة المطحونة “البن” من مدينة موتشه اليمنية، ومنها انتقلت إلى أمريكا التي تعتبر مدينة “بحسب ما جاء في كتاب جوناثان كورييل” للإمبراطورية العثمانية بتناول القهوة لأول مرة في القرن السادس عشر، حيث كان جون سميث الإنجليزي عميلاً سياسياً يقاتل ضد العثمانيين في المجر، ثم وقعت كتيبته العسكرية تحت سيطرة الجنود العثمانيين الذين قاموا بقطع رؤوس معظم أفراد الكتيبة وأخرجوا الباقية، وحين جاء عدداً من اللصوص لسرقة المكان، وجدوا سميث جريح وسط كومة كبيرة من الجثث، فقاموا بأخذه وبيعه كعبد إلى باشا من الأتراك، ثم حُبس سميث وخلال فترة حبسه لاحظ اقبال الأتراك الشديد على تناول شراب يسمى “كوفا”.

وبعد أن تمكن من الهرب وعاد إلى انجلترا، كتب عن الأتراك" إن أفضل مشروباتهم هي الكوفا المصنوعة من حبوب يسمونها كوافا"، ومن خلاله انتقلت القهوة إلى أمريكا، وأصبحت تباع في الحانات والفنادق في القرن السابع عشر، وأخذت بوسطن رخصة المقهى الأول عام 1760، وافتتح المقهى الأول في نيويورك عام 1696.

وحلت القهوة محل البيرة كشراب للإفطار مع نهاية القرن، وانتشرت القهوة في مختلف أنحاء أمريكا بعد ذلك بقرناً واحداً حيث أصبح الجميع يقبل على شرابها. ولشدة انتشارها وولع الجميع بها … تم اختيار يوم عالمي للاحتفال بمشروب القهوة وهو الموافق 1 تشرين الأول من كل عام .