من أكثر الأمور المذهلة بشأن القهوة أنها يمكن أن تعطي مذاق مختلف ما أن تقوم بتغيير أو تعديل طريقة التخمير.
السؤال الذي يتبادر للذهن هنا هو: هل طريقة التخمير وتحضير القهوة هي فقط ما يؤثر في النكهة؟
الإجابة هنا هي بالطبع لا فاختلاف النكهة يحكمه عاملان، الأول هو منشأ القهوة، والثاني هو طريقة تحضير القهوة.
مما لا شك فيه أن مكان زراعة القهوة له أثر كبير في تحديد نكهتها وخصائصها المميزة، فعلى سبيل المثال القهوة المنتجة في كينيا تخنلف عن تلك المنتجة في سومطرة، فكلا المنطقتين مختلفتين مناخيًا مما سيؤثر على المحصول الناتج.
المنشأ
البرازيل
تعد البرازيل من الدول المعروفة في السوق العالمي لتجارة القهوة، حيث تتم زراعة القهوة على مساحات واسعة وتصديرها.
المساحة الواسعة للبرازيل والمناخ المتباين يعطي فرصة لإنتاج أنواع متنوعة من حبوب القهوة.
تتم معالجة حبوب القهوة في البرازيل بثلاثة طرق، الطريقة الجافة (اليدوية)، الرطبة (المغسولة) و النصف رطبة (التقشير).
المعالجة الجافة تتم بترك الثمار حتى تجف داخل قرون الكرز، بينما المعالجة الرطبة تعمد إلى نزع الحبوب من الكرز قبل أن يجف، أما التقشير فيحدث بالتخلص من أنسجة الكرز عن طريق التخمير مما يسهل التخلص من الأنسجة الصمغية.
النكهات الرئيسية المشهورة في البرازيل هي نكهة الشيكولاتة ونكهة التوابل المميزة ذات القوام السميك مما يجعلها مكونًا مشتركًا بين نكهات الإسبريسو.
كينيا
عادة ما يفضل المزارعون والمنتجون في كينيا طريقة المعالجة الرطبة لضمان أعلى قدر من الجودة.
معظم القهوة الكينية تزرع مباشرة في الشمس مما يكسبها النكهة اللاذعة والحلوة، التي تشبه أحيانًا تارت الزبيب الأسود (tart black currants) أو حموضة الطماطم.
أمريكا الوسطى
يشار إلى القهوة المزروعة في جواتيمالا، كوستاريكا، والهندرواس بقهوة أمريكا الوسطى، وهذه المنطقة غير معروفة لدى الجميع، إلا أنها تعد من أكبر المنتجين للقهوة والمساهمين في السوق العالمي.
فيما يتعلق بالنكهة تنتج أمريكا الوسطى نكهات منعشة ونظيفة، فهى تحتوي أشهر النكهات التي توفر الأساس لجميع مشروبات الإسبريسو، التي نحبها.
يمكنك أن تتوقع نكهة المكسرات والفاكهة جنبًا إلى جنب مع نكهات الكاكاو والتوابل، مما يعطى كوب قهوة منعش.
أمريكا الجنوبية
هي المصدر الأول للقهوة في العالم، وذلك لسبب وجيه فهى أكبر منتج للقهوة على الكوكب. من الجدير بالذكر أن تراث القهوة في أمريكا الجنوبية هو الأكثر تميزًا.
عادة ما يرتبط اسم كولومبيا على الفور بالقهوة ذات الجودة المرتفعة، فهى ثالث دولة مستوردة لحبوب القهوة الخام في العالم.
تحظى القهوة بشعبية كبيرة بالإضافة إلى تنوعها مما يعبر عن مدى مكانتها في الحياة اليومية.
تتم معالجة حبوب القهوة بالطريقة الرطبة مما ينتج عنها كوب من القهوة الجيدة التي تتميز بمذاق حمضي لطيف مع بعض اللمحات من نكهات المكسرات، الشيكولاتة والكراميل لتجربة تذوق غنية.
أثيوبيا
ساهمت أثيوبيا بحوالى 3% في سوق البن العالمي، فقد طورت القهوة الأثيوبية مكانة بارزة على مدار العقود القليلة الماضية.
إنتاج القهوة في أثيوبيا له تقليد طويل الأمد، وهذا ليس بمفاجأه فأثيوبيا هي موطن البن العربي (Coffea arabica) الذي يعتبر أصل جميع أنواع القهوة الأخرى.
تتم معالجة حبوب القهوة في أثيوبيا عادة بطريقتين إما بالمعالجة الجافة أو المعالجة الرطبة، وينتج عن هذا مذاقين متباينين لنفس نوع الحبوب.
المعالجة الرطبة تمنح كوب من القهوة يحتوي نكهة خفيفة من عشبة الليمون والياسمين على اللسان، بينما المعالجة الجافة فينتج عنها كوب من القهوة له مذاق التوت الحلو.
مع كل هذا التنوع البيولوجي يمكن اعتبار أثيوبيا تتميز بهذا النوع الفريد من القهوة مثل البن العربي الغني.
أندونيسيا
هي رابع أكبر منتج للقهوة في العالم، كما أنها تمثل معظم إنتاج أسيا من البن.
حوالى 25% من إنتاج أندونسيا من البن هو من نوع البن العربي ، أما النسبة 75% الباقية فهى تمثل بالبن القصبي أو بن الروبوستا (Robusta).
جميع أنواع البن المنتجة في هذه المنطقة المورقة تتميز غالبًا بنكهة داكنة وعميقة مثل الشيكولاتة الداكنة.
هذه الصفات الوراثية تسببت أن القهوة الأندونسية وبخاصة القهوة السومطرية تأخذ المظهر الغامق عند التحميص.
تزايدت شهرة وتعقيد القهوة الأندوسية على مستوي العديد من المحامص ذات الطراز العالمي.
كيف سيؤثرالمنشأ على قائمة المشروبات؟
مثال على ذلك القهوة الكولومبية والتي ينظر لها على أنها القهوة الشاملة وهي مثالية جدًا في عمل الإسبريسو مع اختلاف طرق تحضيره، مما جعلها تنال إعجاب جميع محبي القهوة على مستوى العالم.
تذوق كل نوع من أنواع القهوة قد يصبح شاقًا إذا لم تستطع التعرف على الاختلافات بينها، لذلك يمكنك أن تتذوق نوع من كل بلد حتى تجد النكهة المناسب لديك.
مما يقودنا إلى النقطة التالية وهي كيفية تأثير الحليب على النكهة.
القهوة المختصة
أصبحت مرادفًا لمحبي القهوة في القرن الواحد والعشرين، فالقهوة المعتمدة على الحليب هي الأكثر مبيعًا في أي مقهى.
بالنسبة لأولئك الذين يفضلون اللاتيه والكابتشينو على الأمريكانو، من المهم معرفة كيف يؤثر الحليب على طعم القهوة. عندما نستخدم كلمة حليب فنحن نعني الحليب كامل الدسم. عند اختيار القهوة على حسب مزيج الإسبريسو فقط قد يؤدي الى مشاكل كبيرة عند إضافة الحليب. بما أن الحليب يؤثر على مذاق، قوام وشكل قهوتك، لذلك فعند زيادة نسبة الحليب إلى نسبة القهوة ينتج عن ذلك تخفيف لنكهة الإسبريسو المستخلصة من حبوب القهوة.
دهون الحليب تمثل حوالي 4-5 % في الحليب البقري المتوسط، وهي من نوع الدهون المركبة التي تكسب القهوة قوامها الكثيف ونعومتها المخملية.
بروتينات الحليب وهي لا توجد في أي نوع آخر من بدائل الألبان، وبروتينات الحليب هي التي تحدد مدى جودة الفقاقيع في الميكروفوم عند تبخير الحليب.
اختر نكهتك المفضلة
وفرت صناعة القهوة العديد من الخيارات لكل نوع قهوة، لذلك سواء أكنت تفضل الأمريكانو أو اللاتيه يمكنك التجربة لتجد نكهتك المفضلة. إلا أننا يمكننا أن نعطيك بعض التوصيات فمثلا ييمكنك تجربة (Super Crema)، التي تضم بعض أفضل أنواع البن العربي من الهندوراس، أثيوبيا، أوغندا والهند لخلق قهوة غنية على الطراز الإيطالى الجنوبي، لذلك فهي تتناسب مع القهوة التي تحتوى على الحليب أو حتى عند عمل الإسبريسو. أما الذين يفضلون نكهة مميزة ذات منشأ واحد، يمكنهم تجربة (Colombian COSURCA Arabica) التي تتميز بنكهة حمضية خفيفة، يمكن استخدامها في عمل الامريكانو والإسبريسو.
وأنتم أعزائي إذا كانت لديكم نكهة مفضلة، نرجو أن تشاركوننا بالتوصيات في التعليقات…