في صيف 2008، لم تكن لدي أي فكرة عن التصوير، ولذلك قررت التجربة، فألتقطت أول كاميرة تصوير لدي (DSLRs) (آلة التصوير الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة )، وقررت أن أبدأ، لقد حان وقت التجربة.
كان من السهل علي أن أجمع ما بين حبي للقهوة وحبي للتصوير -الذي استحوذ على اهتمامي حديثآ- ولكن أن تتعلم كيف تكون جيدآ في تصوير القهوة ! كان ذلك صعبآ قليلآ، في الحقيقة، كانت رحلة طويلة وعسيرة مليئة بالأخطاء.
لكن على الرغم من كم الوقت الذي استغرقته مني هذه التجربة، إلا أن هناك تغييرات صغيرة بشكل مثير للدهشة يمكن أن تضفي تأثيرا دراماتيكاي مذهلا على جودة الصور التي تلتقطها، لذا إذا كنت قد قررت البدء أو حتى إن كنت لازلت تفكر في الأمر , فهناك ثلاثة أشياء يجب أن تعلمها جيدآ.
1. الإضاءة هي كل شيء :
سواء كانت القهوة أو الصورة، فلكي يبدو كلاهما عند التصوير بشكل جيدة، يجب أن تتوفر لديك الإضاءة المناسبة، فهي الممفتاح .
عن نفسي فأنا أميل إلى التقاط الصور على الضوء الطبيعي مثل ضوء الشمس، خلال اليوم، وأُفضل ساعة الشروق والغروب، فهي الساعة التي يُطلق عليه ا«الساعة الذهبية» .
ولكن الأمر ليس فقط بهذه البساطة ليس مجرد ضوء طبيعي وانتهى الأمر. أنت تحتاج للتأكد من عدم شدة الإضاءة كما هو الحال في منتصف النهار، حتى لا تكون الإضاءة مبالغ فيها، وخاصةً إذا كنت تحب التقاط الصور بالخارج.
لتقوم بهذا الأمر بشكل مثالي فأنت بحاجة إلى تركيز الضوء على الهدف المراد تصويره، وهناك طريقتين يمكنوك من ذلك .الأولى : ستستخدمها إذا كنت بالخارج ستلتقط الصورة فى الظل .الثانية : إذا كنت بالداخل، فستلتقط الصورة بجانب نافذة، تضفي عليك بالضوء المناسب .
عن نفسي، قمت بإلتقاط 90% من صور القهوة بجانب نافذة، كان ذلك له دور فعّال في منحي إما ضوء خلفي أو إضاءة جيدة الإتجاه «هذه الطريقة تعمل بصورة أكثر إتقانآ إذا كانت لديك ستائر على النافذة، وذلك لأن الستائر تمنحك إضاءة خلفية جيدة وإضاءة جيدة الإتجاه» .
2. التقط في الوضع اليدوي :
لا تخف بشأن الوضع اليدوي إنه لم يُصمم ليوقع بك في خيوط الرجل العنكبوت، ولم يُصمم أيضا فقط لأولئك اصحاب كاميرات (DSLRs - كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة)، فمع ظهور تطبيقات التصوير مؤخرآ، يمكن أن يكون له (أي الوضع اليدوي) نفس القدر من الأهمية بالنسبة لأولئك الذين يصوّرون بإستخدام هواتفهم .
أنا أفهم وأُقدر أهمية الوضع الآلي الذي يجعل التصوير أسهل، ولكن صدقني إنه من الأفضل أن تجرب الوضع اليدوي في أقرب فرصة ممكنة، فهو يمنحك مرونة اكثر عند التصوير، وعلى هذا النحو يهيئ لك فرصة لتصوير صورة أكثر فنية أكثر.إن إتقان التعامل مع (سرعة غالق الكاميرا - Shutter Speed) وفتحة العدسة وحساسية الأيزو (ISO) وكيف تتفاعل مع بعضها ، سيساعدك في أن يتقدم مستواك كمصور .
وإليك هاتين الصورتين :
اعتبرهم مثالآ رائعآ لكيفية تفاعل سرعة غالق الكاميرا مع حركة الكاميرةا وبالنسبة لصورة قهوة تشيميكس-الصورة الأولى -، السرعة الكبيرة المحددة لغالق الكاميرا كانت مناسبة لإلتقاط تأثير التموّج فى قهوة تشيميكس ، وبالنسبة للصورة الثانية، سرعة غالق الكاميرا عندما كانت أبطأ هيئت لإلتقاط بخار القهوة في مشهد رائع.
ملاحظة سريعة : إذا كنت تحب العبث فى سرعة غالق الكاميرا والعمل على إبطائها، فحامل الكاميرا ثلاثي القوائم سيكون مفيدآ لك .
3. التعديل، ثم التعديل، ثم التعديل :
أحيانا بعض الصور لا يوجد أمل فيها، ولكن في صور أخرى يمكن للتعديل الجيد أإن يصنع فيها المعجزات.
تطبيقات مثل Snapseed و VSCO أضفت تغييرات على كاميرا الموبايل تسمح بعمل تعديلات سهلة، بينما على صعيد البرامج، لا يزال برنامج Adobe Lightroom و Photoshop مقياسآ ومعيارآ للبرامج الجيدة.
ومن هنا أقترح عليك أن تستخدم صيغة RAW بدلآ من JPEG (أو استخدم JPEG + RAW إذا كان هاتفك يدعمهم معا) تعديل الصور في صيغة RAW بإستخدام برامج مثل برنامج Lightroom سيمنحك حرية أكبر بكثير من تعديلها على صيغة JPEG .
وايضآ، لا تمسح صورك التى تلتقطها إلا إذا كنت تعلم أنك فقدت الأمل فيها. إذا كنت مازلت في بدايتك، ستجد أن الصور التي تلتقطها ليست كما يجب أن تكون، ولكن عندما تتقدم وتملك الخبرة بعد كثرة الممارسة، فعندما تعود لتنظر في تلك الصور التي التقطتها فى بداياتك ستجد بها إمكانيات لم تلاحظها من قبل.
أنا من أشد المؤمنين أن معظم الصور اذا أُلتقطت بشكل جيد يمكن تحسينها في المونتاج، وإذا كانت صورك تظهر دافئة أكثر من الازم أو باردة، كل ما عليك فعله هو أن تضبط توزان اللون الأبيض، سواء كان في تعديلات الكاميرا أو اثناء المونتاج.
كما ترى في الجانب الأيمن من الصورة (الطبيعي) به خطأ في توازن اللون الأبيض، أما الجانب الأيسر (المُعدّل) يبدو أفضل من قرينه .
الصورة الأولى تبدو باهتة غير حيوية، أما الصورة الثانية تبدو عفوية وحيوية .
أي بتعبير آخر قصير «التعديل يبدو ساحرآ». في الحقيقة، إذا تمكنت من التقاط الصورة بطريقة جيدة، لن يكون لديك الكثير بعد ذلك لتقوم به، إلا إذا كنت تريد أن تجعلها صورة منمقة ! ولكن من المهم ألا تقوم بتعديل الصورة بشكل مبالغ فيه، وذلك لأن الصور المبالغ في تعديلها يمكن تفريقها عن غيرها من الصور : فهي عادة تكون حادة بشدة أو المبالغة في زيادة تباين الألوان واضحة فيها. يجب أن يكون هدفك أثناء تعديل الصورة هو أن تحصل على صورة رقيقة غير مبالغ فيها .
كما ترى فهذه صورة توضح التأثير السلبي للتعديل المبالغ فيه .
هأنتذا أصبحت تعرف الثلاث خطوات التي تعتبر حجر أساس التصوير الجيد . وهم : الإضاءة الجيدة - التقاط الصورة بطريقة صحيحة (الوضع اليدوي) - تعديل الصورة بمهارة غير مبالغ فيها.
ومن المفروغ منه أن كثرة الممارسة تصنع الفارق، وتذكر دائما أن العمل الإبداعي يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق وعندها سيكون محل تقدير أكثر من مجرد العمل اللامع الذي قد يبدو عمل فني ولكنه ممل.
وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي، فهو عبارة عن فن، ويجب على تقنياتك وأساليبك المتبعة أن تدعم مفهومك الفني، فلا تستبدلها.